الثلاثاء، 1 ديسمبر 2020

النظام المغربي كان مساهما في عملية إيكوفيون

العملية العسكرية الاستعمارية إيكوفيون .

كان التفكير في العملية العسكرية الاستعمارية إيكوفيون منذ بداية سنة 1957، وهي عملية استهدفت بالأساس تصفية عناصر جيش التحرير بالجنوب وهم الذين تمركزوا بالصحراء التي كانت تحت السيطرة الإسبانية.
إن حدة المقاومة وكفاح عناصر جيش التحرير بالجنوب أدى بإسبانيا وفرنسا إلى التفكير بجدية في كيفية القضاء على تلك المقاومة التي كانت سائرة نحو التجذر وسط الجماهير ولذلك كان تنفيذ عملية إيكوفيون سنة 1958، وإذا كانت هذه العملية العسكرية تطلبت اتحاد قوتين استعماريتين مع استعمال سلاحهما الجوي، فهذا يعني أن جيش التحرير بالجنوب كان قد عزم على المضي في الكفاح لتحرير الأرض. كما أنه يعني كذلك أن المعركة كانت ضارية وأن فرنسا وإسبانيا أقلقهما الأمر إلى حد توحيد الجهود للتصدي له.
فبعد الإحباط الذي امتلك أعضاء جيش التحرير الأوفياء للشعب عندما لاحظوا أن الاستقلال المعلن عنه استقلالا منقوصا ومبثورا ولم يشمل كل الأجزاء المحتلة قرروا الاستمرار في الجهاد والكفاح ورفضوا التخلي عن سلاحهم، ولذلك اتجهوا إلى الجنوب. وبالتالي فإن عملية إيكوفيون استهدفت بالأساس عناصر جيش التحرير الذين رفضوا التخلي عن السلاح والالتحاق بالجيش الملكي والاندماج فيه. وهنا تكمن نقطة الالتقاء بين فرنسا وإسبانيا والنظام المغربي.
إذن إن عملية إيكوفيون عملية فرنسية إسبانية مع تسهيلات منحها القائمون على المغرب لاستعمال طريق تندوف والتراب المغربي من طرف الجيوش الفرنسية وكان هذا في غضون شهر فبراير 1958.
آنذاك انطلقت العملية وارتكزت على التمشيط المنهجي قصد تطويق جيش تحرير الجنوب المكون من صحراويين وأعضاء جيش التحرير الآتين من الشمال والوسط ومن ضمن هؤلاء محمد ولد حمانة ولد الديوهي والد محمد علي بيبا (الوزير الأول السابق للبوليساريو) وسالك ولد عبدالصمد والد محمد سالم ولد السالك (وزير سابق للبوليساريو) وحدة والد سيد أحمد (مسؤول في البوليساريو) والصديق ولد البشير والد بوفتاح ماء العينين الصديق (وزير الخارجية بالبوليساريو) ومولاي أحمد ليلي والد محمد لمين (مستشار محمد عبد العزيز) والشيخ ماء العنين لاراباس والشريف الدليمي (عامل بوزارة الداخلية و والد الدليمي غيلاني الذي عين مؤخرا سفيرا في إحدى الدول الإفريقية) والزروالي بريكة عم زكريا جمال (ممثل البوليساريو بألمانيا) وحسنا الدوية عم محفوظ علي بدية (الوزير الأول بالبوليساريو) وامحمد عمر ولد امبارك والد عمر منصور (ممثل البوليساريو بمدريد). وبسبب هذه العملية القمعية الهادفة لتصفية المقاومين، اضطر أكثر من 40 ألف صحراوي للهجرة نحو طانطان وكلميم. وهي العملية التي شاركت فيها وحدة المظليين الفرنسية المرابطة بالمستعمرات وهي نفس الوحدة المساهمة في "ديين بين فو" معركة معروفة خلال حرب الفيتنام في أبريل 1954. وشارك فيها 14 ألف جندي و 130 طائرة حربية، وأسفرت على ما يناهز 15 ألف ضحية من شهيد وجريح ومغادر لأرضه رغما عنه.
وعموما كانت عملية إيكوفيون في وقت انطلقت فيه تحركات وانتفاضات سنة 1957 في الريف، وفي وقت تطورت فيه حرب العصابات بالجنوب والتي أجبرت الإسبانيين على التراجع إلى مواقع ساحلية كما أرغمتهم على مغادرة السمارة. ولابد في هذا الصدد، وفي إطار الموضوعية التاريخية الإشارة إلى افتعال تنظيم مؤتمر لجيش التحرير بالجنوب بمدينة إنزكان لتدارس الوضع وفعلا حضر الكثير من أعضاء جيش التحرير إلى عين المكان إلا أنهم فوجئوا بحضور فيلق من الجيش الملكي تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة الملكية (ولي العهد آنذاك) والذي أرغمهم على التخلي عن أسلحتهم. و حسب أكثر من مصدر، تمكن المقاوم سعيد بونعيلات من الفرار وقصد الرباط بنية اغتيال الملك.
وقد تساءل الكثيرون عن سر تغييب هذه الحادثة وباستمرار عند دراسة تاريخ المغرب المعاصر أو الحديث عنه ولم يذكرها إلا القليلين جدا ومن بينهم أبراهام السرفاتي الذي اعتبر أن النظام كان مساهما في عملية إيكوفيون
عن مدونة


https://siyasa7.skyrock.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق