الجنرال إدريس بنعمر العلمي ولد سنة 1917 في مدينة زرهون وتوفي سنة 2002 في الدار البيضاء ، هو ضابط مغربي سابق ، شارك في حرب الرمال ضد الجزائر.
والجنرال العلمي من مواليد مدينة مولاي ادريس زرهون قرب مكناس تلقى دراستيه الابتدائية والثانوية في مدينة مكناس قبل أن يلتحق عام 1935 بالأكاديمية العسكرية مكناس ، وتخرج منها برتبة ملازم أول.
وفي سنة 1956 عين حاكما مدنيا وعسكريا لإقليم مكناس لمدة سنتين. وفي سنة 1959 رقي إلى رتبة اللفتنانت كولونيل، وأسند إليه محمد الخامس قيادة الدرك الملكي .سنة 1960 وفي يونيو 1961 عينه الحسن الثاني عاملا على الدار البيضاء ثم رقي إلى رتبة جنرال في سبتمبر سنة 1963، وعين في نفس السنة مراقبا عاما لـ القوات المسلحة الملكية.
الجنرال إدريس بن عمر كلف بإعادة الأمن وضبط المظاهرات
عندما تم استعمال المظاهرة على اختطاف الطائرة التي أقلت وفد الثورة الجزائرية برئاسة أحمد بن بلة، يوم 23 أكتوبر 1956، وتوظيفها سياسيا لزيادة الضغط على حكومة امبارك البكاي والتسريع برحيلها، كان الجنرال إدريس بن عمر، المقرب وقتها من محمد الخامس، يراقب الأوضاع من مكتبه في الأركان العامة، وينقل بقلق ل محمد الخامس مخاوفه من أن تتطور الأوضاع أكثر ويصبح صعبا ضبط المدن المغربية أمنيا.
يومها، كان قرار تعيين إدريس بن عمر عاملا على مكناس، مكتوبا فوق مكتب محمد الخامس ويحتاج فقط إلى توقيعه.
هذا الجنرال المغربي الذي تكون جيدا في الجيش الفرنسي، كان يدرك جيدا أن السياسيين المغاربة هم مصدر الصراع حول أداء حكومة امبارك البكاي. بينما العسكريون كانوا يرون أن الحكومة التي يترأسها زميل لهم يجب أن يتم دعمها، خصوصا وأنها تحظى بدعم ملكي كامل.
أما اجتماعات حزب الاستقلال لنسفها، فلم تكن تثير فضول بن عمر وبقية العسكريين.
العامل الجديد على مكناس، وعلى خلفية المظاهرات، كان بصدد فرض سياسة أمنية جديدة في المدينة. حدث هذا بوجود مدير عام للأمن الوطني من حزب الاستقلال، الذي في مصلحته أن تغلي الأرض أسفل قدمي امبارك البكاي، لدفعه إلى الاستقالة.
لكن الجنرال إدريس بن عمر كان له رأي آخر، تجفيف منابع المظاهرات وضبط الأحياء، واستعمال القوات العمومية التي يديرها أمنيون فرنسيون، كانوا لا يزالون يعملون في المغرب، والتحكم في شبكة أعوان السلطة المنتشرين في أحياء مكناس، لتجنب اشتعال فتيل مظاهرات مقبلة.
كان الجنرال بن عمر ينتقل أسبوعيا إلى الرباط، لكي يبلغ محمد الخامس بتفاصيل التطورات الأمنية في مكناس.
جرى هذا في الوقت نفسه الذي أصبحت فيه حكومة امبارك البكاي الثانية واقعا مغربيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق